توقفت عن الكتابه هنا وانتقلت الى وردبريس
abdulmogeeb.wordpress.com

الأربعاء، 6 يوليو 2011

اتقوا الله و اعدلو بين أبنائكم

من باب قولة صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله و اعدلو بين أبنائكم " . كثيرا ما نرا إجحاف في حق الأبناء من الآباء . فيفضل هذا على ذاك لدرجة أن التفريق واضح جدا . قد يفضل أحد الأبوين أحد أبنائه على الآخر ولكن لا يظهر ذلك من باب العدل ولكن ماذا لو كان هذا الشيء ظاهرا للأبناء ؟ هل فكر الأب أو الأم بما قد يحدث في قلب ابنه ؟

قد شاهدت أمثلة على أرض الواقع أمامي فهناك من قالت أمام إبنها الأكبر "لا تسموني أم فلان سموني أم فلانه" ! عجبا لما يحدث .

وعندما يقول هذا الإبن شيئا يرد عليه بالعبارة المعروفة أنا أمك تعبت من أجلك وسهرت الليل و حملت بك ...... إلخ و أيضا الكلام نفسه من الأب .

السؤال المنطقي : هل الأبن هو من أراد الخروج على هذه الدنيا أم كان هذا الشيء باختيار الأم و الأب ؟ نعم هذا الشيء قضاء و قدر ولكن لكل شيء سبب فالأم و الأب هم السبب الرئيسي في وجود الأبناء على وجه الأرض .

إذن : لماذا هذا الإجحاف في حقهم . المشكلة في أن بعض الأبناء يكون صاحب شخصية كتومه فلا يخرج مابقلبه أمام أبويه خوفا على مشاعرهم !

كيف يستطيع أن يكون بارا بهم إن لم يبرو هم به . فحكاية بر الوالدين ببساطه هي ثمرة يجنيها الأبوان من تربيتهم . فإن كانت هذه التربية صحيحة و عادلة ستثمر عن حب عظيم في الأبناء لهم إما عكس ذلك فنادرا أن يرى الأبن حق أبويه عليه لما رآه منهم على مدار حياته اليومية معهم . ليس العجيب هذا فقط . بل أيضا هناك من قصر في حق أبنائه معنويا بطرق أخرى . لماذا الأبناء بعيدون عن أحضان أبائهم و أمهاتهم ؟ هل هي فتره الحضانة فقط ؟

من وجهة نظري فالإبن يحتاج الرعاية و الحنان في سنوات عمره المتوسطه و المتقدمة أكثر من حاجته لها في سنواته الأولى المتقدمة فدائما يحصل العكس . نرى الطفل في أحضان إمه في السنوات الأولى وبعدها فالخادمة أولى به . عندما يكون صغيرا فهو لا يحتاج سواء طعام من أمه . مع هذا فهي تعطيه كل شيء .  وعندما يكبر فهو يحتاج كل شيء مع هذا لا تعطيه سوى الطعام .

سيخرج الإبن عن مفهوم العائلة باحثا عن أحضان أخرى قد تكون غير آمنة ولكنه سيبحث ويتكلم عن مابداخله بلا شك .

لماذا هذا التقصير في حقهم ؟

قال تعالى : ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) . فقد قرن الله سبحانه وتعالى حقه بحق الوالدين . دليلا على عظمة حقهم . ومادام هذا الشيء عظيم لماذا تحرموا أبنائكم أجر بركم بتصرفاتكم الحمقاء أيها الحمقى .

روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إني نحلت ابني هذا غلاما (أي وهبته عبدا كان عندي) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلَّ ولدك نحلته مثله ؟ فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرجعه " [ رواه البخاري أنظر الفتح 5/211 ]، وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" قال فرجع فرد عطيته [الفتح 5/211 ]، وفي رواية " فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد على جور " [صحيح مسلم 3/1243 ] .

تأمل هذا الحديث الشريف جيدا . مابالك إذا كان التفريق في أمور أعظم من هذا بكثير ؟

سينتج عن هذا عقد نفسية لن تحصى بسبب هذا التفريق . سيكون الإبن حساس جدا لما حوله حتى لو مثل دور الشخصية التي لا تبالي فهذا يدل على إنه يبالي وبشده . في يوم من الأيام كنت جالسا مع أحد الأقارب فرأيته يتحدث مع ابنه عن " العالم الإلكتروني " بشكل عام بالرغم من أن الأب لا يملك من المعلومات مايملكها ابنه إلا أنه شاركه معلوماته وفكرته و نظرته حول هذا العالم المليء بالفوائد و النواقض . وبعد أن ذهب الإبن سألت والده عن عمر ابنه وهل هو يجلس معه فترات طويلة أم لا فقال لي : قد تستغرب لو أخبرتك حقيقة بأني لا أعلم عن ماذا كان يتحدث و أنني في بعض الأحيان استعين باصدقاء لي لأسألهم عن أشياء يمتلكها و يتعلمها في حياته اليومية لكي أجاريه في فكره . فإن لم أشاركه أنا قد يشاركه من لا يهتم به .

قبل أن تحرمه أعطه :

قبل أن تحرم ابنك حق له من باب أنه لا يستحقه . أعطه مايستحق كي تعرف أنه يستحق . قد يقول بعض الأباء أنني أعطي فلان عن فلان لأنه لا يستحق هذا الشيء . دعني أقول لك أنك مخطئ فإن لم تعطه حقه فسيبحث عن بديل خارجي سيضره . قد لا تعجب الأب فكرة ابنه ولكن ابنه معجب بالفكره لماذا لا تشاركه ؟ لماذا يجب عليه أن يفعل كل ماتريده أنت ؟ له الحق في التفكير و الإنجاز كغيره فإن أردته مميزا فدعه يفعل مايراه مناسب له . حتى و إن كان خطأ فيجب عليك توفيره له . فكونه يفعل الخطأ أمام عينك أهون من أن يفعله بعيدا عنك . وبعدها يمكنك استدراجه حتى يرى بأنه على خطأ . أما مسألة " أنك تعرف مالا يعرفه " فقد إنتهى هذا الكلام من عقود طويلة فنحن الآن محاطون بوسائل الإعلام من كل مكان التي تدعوا للحرية والتحرر فقبل أن يتحرر منك تحرر أنت من أفكارك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق