شباب السعودية والفشل ؟!

كالعادة كثيرا ما نسمع هذه المقولة " شباب السعودية و الله من الفشل بعد "

وكالعادة أحب أن أكتب ما دفعني لكتابة المقال قبل أن أبدأ به .

في أحد الأيام في اختبارات الفصل الدراسي الماضي كنت أقوم بتدريس أحد الطلاب في مادة اللغة الإنجليزية في الصف الأول ثانوي .

في بداية الموضوع أتصل بي و أخبرني أن لديه امتحان في الغد ويريد مني شرح بعض التفاصيل و القواعد الأساسية للمادة التي لم يفهمها ( أو بالأصح لم يفهم الكتاب عن بكرة أبيه ) . المفاجأة التي رأيتها أن مدرس المادة العزيز قام بقفز عدة دروس و أيضا لم يشرح بقية المنهج و سألت الطالب هل المدرس أتى للمادة متأخرا أم كان موجودا منذ بداية الفصل الدراسي فأجاب أنه موجود من بداية الفصل الدراسي . قد كان الطالب في حيرة من أمره لا يعلم من أين يبدأ المذاكرة . قد تفاجأت أن الطلب لدية من الذكاء ما يجعله أستاذا وليس طالبا حيث أنني قمت بشرح كل قاعدة مرة واحد أو مرتين وقام بشرح المنهج لي بعد ما انتهيت بالكامل من غير أخطاء تذكر . !!

حسنا لماذا يقال عن الشباب السعودي فاشل ؟ الشباب السعودي ليس فاشلا و الدليل لو رأينا الأشياء الغريبة التي يفعلها الكثير منهم في حال أن وقع في مأزق مثلا . أو أراد ابتكار شيء فإن كل ما عليه فعله هو البدء فقط . أمهله بعض الوقت وسترى النتائج المبهرة . ولكن عندما نأتي إلى التعليم و المناهج التعليمية نراهم بعيدين كل البعد عن الفهم و التفهم فهناك أوراق ستحفظ فقط . حتى المتخصصون في الجامعات نجد هذه النوعيات وبكثرة شديدة بينهم نادرا ما نرى طالب يدرس من أجل الحصيلة العلمية التي سيجنيها من تخصصه الحالي . السبب للأسف يعود إلى المعلمين في المراحل الدراسية الأولى . فلقد تعودنا من هذا أن يقوم بإعطائنا ملخص في نهاية الفصل الدراسي و الآخر يحذف لنا من المنهج أشياء كثيرة . نعم كنا نفرح في ذلك الوقت ولكن لم نكن نعلم أننا بحاجة لهذا الشيء في المستقبل .

أيها القارئ أنا كمثال لماذا لا أفهم أي حرف واحد من مادة الكيمياء ؟ على عكس اللغة الإنجليزية و العربية ؟

لأن مدرس مادة الكيمياء المطلوب منه تأسيس الطلاب في الأول الثانوي . كنا بالكاد نرى وجهه . على عكس اللغة العربية التي قام بتأسيسي بها أستاذ قدير على علم بما لدية و كذلك اللغة الإنجليزية .

أيضا كان الطالب في مراحل الدراسة الأولى مكرها على الدراسة لا يعلم لماذا هو يدرس . فإما تدرس و إما سيسلخ العصا ظهرك . فيهذب الطالب كالحمار يحمل أسفارا . يذهب للمدرسة ويعود مع نظام التقويم المستمر الذي سيضمن له النجاح و تعتقد الأسرة أنهم أرسلوا عبقريا إلى المدرسة وحين يصل إلى مرحلة الاعتماد على نفسه دراسيا يخر على وجهه مغشيا وفي النهاية ينسحب من الجامعة إلى كلية أقل صعوبة ومنها إلى سوق الخضار إذا كان محظوظا ! .