توقفت عن الكتابه هنا وانتقلت الى وردبريس
abdulmogeeb.wordpress.com

الأحد، 5 سبتمبر 2010

مجتمع جيد ؛ مستقبل جيد .

لا شك أن جميع طبقات المجتمعات تحلم بالتقدم و الرقي ليس فقط في الجانب الخاص بهم بل أيضا بالجانب الخاص بمجتمعهم و دولتهم عموما ماعدا من ليس لديه وطنية .

قبل كتابتي لهذه المقالة كنت أفكر بأسباب عدم تقدمنا نحن العرب وهل السبب يكمن بنا نحن أم بسبب الدول الكبرى ؟

أفكار و تساؤلات عدة لعلي أستطيع تقديم بعض ما يدور في ذهني .

إن من أهم أسباب تقدم المجتمعات هو التشجيع و الحث على العمل الجماعي المفيد للجميع ومشاركة جميع المعلومات المفيدة التي قد تفيد البعض والبعد التام عن أي احتكار لأي معلومة كانت .

ربما نلاحظ وللأسف الشديد بعض الاحتكار لبعض المعلومات من أشخاص معينين وكأنهم هم من قاموا باكتشاف هذه الأفكار فعلى سبيل المثال سأتكلم عن اتجاهي و هوياتي وهو الكمبيوتر ، لو نظرنا إلى البعض في مجال الكمبيوتر لرأينا أنه يحتكر معلومات سواء برمجية أو فنية أو ما شابه ذلك . لا عيب في احتكار معلومة من صنيعك للكسب منها ولكن العيب أن تبقى محتكرا لأشياء أنت في الأساس لم تخترعها فهي أشياء لربما تعلمتها من  غيرك ولكن لا زلت محتفظ بها لنفسك . إن لم تفيد المجتمع بهذه المعلومات فأعطها لغيرك لكي يفيدنا .

وأنا لا أعمم هذا الكلام فهناك العديد من الأشخاص استفدت أنا شخصيا من خبراتهم في شتى المجالات التي أرى نفسي ملم فيها . فالبعض وهب نفسه لنفع غيره بلا مقابل ولا ملل ولا منة .

أيضا ( نحن مجتمع يفتقر للقراءة ) !

أنا لا ألوم من لا يقرأ ولكن ألوم من لم يربيه على القراءة . ربما ليس للبعض هواية في القراءة ولكن لا يعني هذا الشيء أن نبعد القراءة عن حياتنا بشكل كبير . أيضا لست أطلب من أي أحد أن يقرأ تلك المجلدات الضخمة ولكن لو قرأت كتاب تحس أنت شخصيا بالميول إليه وأحببت أسلوب الطرح فيه وقمت أيضا بتثقيف من حولك بطريقة أو بأخرى مما تعلمت لكان خيرا لك وخيرا لمن حولك من الأشخاص .

العجيب في الموضوع أنك عندما تذهب لأحد المكتبات التجارية ستجد التوجه منصب على قسم الألعاب و قسم الحاسب الآلي . وستجد ما ندر من الأشخاص حول الكتب ولكن يا ترى عن ماذا يبحث ؟ ربما تكون سيدة تبحث عن كتاب في الطبخ أو شاب يبحث عن شعر غزلي لا ينفعه لا لغة ولا دينا .

لماذا لا نرى من يقرأ كتاب لزيادة وعيه وثقافته ؟ لماذا عندما تتكلم في موضوع معين ترا من حولك في دائرة من التعجب و الحيرة وكأنك من كوكب آخر لست ضمن هذه المجموعة .

كل ما ذكرته في السابق تقع مسؤوليته على المجتمع نفسه .

لماذا لم نعلم في المدارس عن أهمية قراءة الكتب و التعلم وعن طريقة صرف بعض المصروف الشهري أو السنوي في ناحية الكتب بدلا من تعليمنا كيف نعبر عن الجمل ؟ لماذا لا يكون المعلم في مرتبة مربي كما هو مطلوب منه وليس شخص يحمل منهجا ويريد التخلص منه .

رأيت في حياتي الدراسية بعض المعلمين الأفاضل الذين واللهي لن أجد مثلهم إطلاقا ولربما لهم أثر كبير في حياتي من عدة نواحي

فلو ذكرنا أستاذي الفاضل إبراهيم معلم قواعد اللغة العربية عندما كنت في الابتدائية لرأينا أنني تعلمت أساسيات هذه اللغة منه . وهو من جعلني أحس أن النحو و الصرف مادة رائعة ولابد منها في حياتنا اليومية وأيضا كان الأستاذ دائم الانتقاد للأشخاص المهملين الذين لا يكترثون للوقت ولا لحياتهم اليومية سواء في الجوهر أم في المظهر . كذلك هناك أستاذي دخيل مدرس مادة التاريخ في المرحلة المتوسطة كان شخص مثقف يتعامل مع الطلاب كلهم على أنهم أشخاص في مستواه العقلي ويثقفهم ويعلمهم وكان يعطينا مواضيع جانبية ليس لها صلة في مادة التاريخ أصلا عندما يكون لدينا وقت فراغ نقضيه سويا . كنا في ذلك الوقت لا نعي ما يريده ذلك الأستاذ ولكن مع مرور الوقت علمت بأنه يحاول تربية ذلك الجيل بطريقة هادئة ورائعة . أيضا أحد أسباب اهتمامي وعشقي لتعلم اللغات الأستاذ عبد الرزاق لم يكن ذلك النموذج من أساتذة اللغة الإنجليزية كان منفردا من نوعه كان يحرص دائما أن يربط مادة اللغة الإنجليزية بحياتنا اليومية و ديننا الإسلامي ويبين لنا نظرة الدين الإسلامي في تعلم اللغات الأجنبية و أهمية مانحن عليه . لقد كان وقتها لا زال في فترة التطبيق للتدريس ومع ذلك كان أفضل بمراحل عدة من جميع الأساتذة في نفس المجال . كان عندما يخطئ أحد يصحح بطريقة ودية تجعل من يخطئ لا يحس بالحرج بقدر ما يحس بأنه استفاد من ذلك الخطأ .

هذا دور المدرس في إنشاء جيل واعي وتلك نماذج قصصتها لأصف أفضل ثلاث نماذج في مراحل الدراسة من الابتدائية و حتى الجامعة ..... يا ترى ماذا عن بقية الأساتذة ؟ ( الصمت أفضل في هذه الحالة )

يأتي أيضا دور الأهل في هذا المجال لقد ذكرت المعلم في السابق لأن المعلم ربما في هذا الوقت هو أكثر شخص يقضي الوقت مع الأبناء و المعلمات مع البنات . لما في عصرنا من عولمة لربما الأبناء لا يمكثوا كثيرا مع العائلة .

نادرا ما نرى أم أو أب يفكر بطريقة إيجابية مستقبلية فالكل ينظر إلى الجوانب المادية للأبناء دائما وكيف استطيع أن أعطي ابني أو ابنتي مالا يوفر له حياة هنيئة . ولكن هل تظن أنك ستعيش طوال حياتك مع أبنائك ؟ لماذا لا تعطيهم شيئا للمستقبل وليس للحاضر لماذا لا تفكر أن تعطيهم شيئا ربما لا يثمر إلا بعد عدة عقود من الزمن ؟

سأسلط الضوء على مجتمعنا السعودي . سنرى الأب و الأم في الغالب حريصون كل الحرص على أن يؤدي أبنائهم الصلوات الخمس في المسجد وهذا هو أهتمامهم الأول ودائما ما يحصل خلافات حول هذا الموضوع بين الأبناء الآباء . ولكن لو تغيب الابن عن المدرسة ماذا سيحدث ؟ هل سيكون الأمر كما لو كان مع الصلاة ؟ يؤسفني أن أقول لا . فالبعض للأسف الشديد يضرب أبناءه ويحرمهم من المصروف و إن كان لديه سيارة قام بسحبها لأن الابن مثلا كرر مرات الغياب عن المدرسة ولكن عندنا ينام عن الصلاة أو لا يؤديها قد يكتفي الأب بقول ( صل معنا المرة الجاية ) كيف سيحترمك ابنك وكيف سيحترم دينه إن رآك تقدم دنياه على دينه ؟

حسنا لماذا لا نرى اهتمامات أخرى للأسرة ولماذا لا نرى نظرة إيجابية للأبناء ؟ عندما نرى سلوك غريب من أحد الأبناء نبدأ بالعقاب و العتاب ولا نفكر بالأسباب !

قد حدث في أحدى المرات من شخص كان مستقيم في تصرفاته مجتهد في دراسته أن قام بسلوكيات غريبة الأطوار في المدرسة و أصبح السلوك من أقل الدرجات في كشف درجاته . المجتمع ككل لم يفكر في أمره حتى المرشد الطلابي الذي من المفترض أن يكون واعيا لمثل هذه الأشياء بدأ بسياسة العقاب قبل التفاهم و النظر في الأسباب . كان هذا الشخص قد أتى بمعدل 98% من المرحلة المتوسطة وعندما استلم كشف الدرجات للفصل الدراسي الأول في الصف الأول الثانوي كان 67% وكان سلوكه سيء مع الجميع في هذه المدرسة . لم يحقق في أمره ولم ينظر له رغم أن الجميع يعلم ما مدى مستواه الدراسي في المرحلة المتوسطة وكان يحمل شهادة حسن السيرة و السلوك ! . بادره الجميع بالعقاب إلى أن أتى في أحد الأيام أحد الأساتذة الذي كشف خفايا هذا الطالب بالجلوس و التحدث معه و الذي أظهر للأستاذ أنه مرغم على الدراسة في تخصص لا يريده ولا يرغب به وكان موعودا بتخصص آخر كان يحلم به وفجأة أنقلبت الموازين وأصبح في مكان لا يريده . بلا شك أن نجد كهذه التصرفات من هذا الشخص لن المتجمع لا يقدر ولا يهتم ولا يكترث له . الجميع يريد منه أن يدرس فقط ولكن إن كان الشخص يعمل في شيء يكرهه فلن يفلح فيه قد يتجاوز الشخص مرحلة ما في أي شيء كان ولكن لن يكون تجاوزه لها كمن يتجاوزها حبا للتجاوز و هاويا له . وهذه أيضا نقطة موجودة في المتجمع العربي و السعودي خصوصا فالأب يريد من الابن أن يدرس ليصبح طبيبا أو مهندسا أو طيارا . سواء كان للابن رغبة في ذلك أم لا فالأب لا يكترث ويقول أنا أعلم بمصلحتك . لو تركت ابنك في حالة ومع هوايته في دراسته و خارج المدرسة سيكون بلا شك إنسان فريد من نوعه ومبدع في عملة و دراسته على حد سواء . فالكل يعلم أن مشاهير العالم من الأطباء و المهندسين و المفكرين هم من عشاق تخصصاتهم .

أيضا لا يستطيع الشخص مناقشة أفكارة التي تدور في باله مع أمه أو أبيه لأسباب عدة لعل من أهمها :

- الأم و الأب لا يريدون من الابن سوى السمع و الطاعة

- الأم و الأب عادة ما يقومون بتحطيم أفكار ابنهم ولا شك أنه بغير قصد ولكن عن جهل

- لا يستطيع البوح بكل ما لديه لأنه لم يتعود على المكاشفة و الصراحة

هذه الأشياء ستجعل الشاب أو الشابة ينظران لخارج إطار الأسرة باحثين عن أي شخص يستمع لهم أيا كان ومهما كان المهم أن يستمع له فلربما وقع الشاب في أصدقاء سؤ أو لربما تعرف على فتاة إما بالهاتف أو بالإنترنت و وجد أنها أيضا من نفس الحال ولديها ما لديه من المشاكل فهذه المشكلة جرت لنا مشكلة أخرى وهو التعرف و التعلق بأشخاص عن طريق الإنترنت لا نعرفهم إلا من أسماء مستعارة وربما لا نعرف حقيقتهم وهذا قد يؤدي للانحراف " الجنسي " . وهنا وقعنا في مشكلة أخرى وأيضا سببها هذا المجتمع المصغر" الأسرة " . الكل يعلم الاستقرار النفسي الذي سيعيشه الأبناء بعد الزواج لأنهم سيجدون شخص يهتم لهم ويستمع منهم . لماذا يترك الشاب بلا زواج طيلة حياته حتى يصل إلى عمر ما فوق 30 و هو عمر لربما وصل فيه الشاب إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من التفكير و الإبداع لأنه لقي عدة تحطيمات وعقبات في طريق حياته وحين يتزوج وينجب أبناء وبنات ستدور دورة الحياة التي عاشها مع أبناءه . الزواج المبكر حل للعديد من الأشياء ومفتاح لكل الأبواب التي كانت مغلقة في وجه الشاب أو الشابة قبل الزواج .

إذن أساس كل شيء هو المجتمع فلو أردنا أن نتغير في المستقبل ونرى جيل جديد يجب علينا البدء بأنفسنا لطريق التغيير في التعامل مع من حولنا من من هم أقل سنا منا سواء الإخوة أو الأبناء أو حتى الأقارب

لنزرع في أذهان الجميع بذرة تكون شجرة مثمرة في المستقبل ولنغير من طريقتنا في تعاملاتنا ونعمل بالطريقة التي يحثنا دائما عليها ديننا الإسلامي فلو تمسكنا به وعملنا بما يمليه علينا لأصبحنا من أفضل الأمم قال تعالى ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110 - (آل عمران)‏

باختصار تقدم علينا الغرب لأنهم أخذوا أجمل ما يحمل المسلم من صفات و أخذنا منهم التوافه وبقينا دائما ننتظر منهم الجديد ولا نفكر بالتجديد وتخلينا عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والبعض حارب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من العلمانيين الظالين نسأل الله لهم الهداية و العودة للطريق الصواب أو أن يخلصنا سبحانه منهم إن ولي ذلك والقادر عليه ..

بقلم . هارب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق